فما هي الخطيئة؟
الخطيئة هي التعدي على القانون، أي عمل إرادة الذات بلا رادع ولا قيد من الله أو من الإنسان. إنها إخطاء الهدف، أو عدم بلوغ حد الله الكامل فكراً، قولاً، وعملاً. إنها الفشل في تطبيق ما نعرف من الحسن. "إذ الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله" (رومية23:3). "فمن يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له، والخطية هي التعدي" (1يوحنا4:3).
أين حدثت الخطية الأولى؟
حدثت ألخطية الأولى في السماء، عندما حاول رئيس الملائكة (لوسيفر، زهرة الصبح) أن يأخذ مكان الله. عندها طرح من السماء وأصبح يُعرف بأسماء كثيرة أولها الشيطان. "كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح . كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسي فوق كواكب الله وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلي"
كيف دخلت الخطية إلى العالم؟
دخلت الخطية بآدم عندما عصى الله بأكله من الشجرة التي حرّمها الله في جنة عدن . " وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله . فقالت للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة. فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنّة نأكل وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا . فقالت الحية للمرأة لن تموتا . بل الله عالم إنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما . وتكونان كالله عارفين الخير والشر. فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل. فإفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر.
وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت. فقال من أعلمك أنك عريان، هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟ فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت" (تكوين3:1-13)
لماذا سمح الله بدخول الخطية؟
لقد عمل الله الإنسان نائباً له، وهذه طبيعة أدبية حرَه، له القدرة الاختبار والتمييز بين الخير والشر. وكانت رغبة الله بأن تتعبد له خلائقه حباً وطوعاً باختبار الخير عن الشر. "وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. وأوصى الرب الإله آدم قائلاً، من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين15:2-17)
ماذا كان يحصل لو أن آدم لم يخطئ؟
لكان تمتّع بحياة طويلة في جنة عدن. "أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين17:2).
ماذا حصل لآدم عندما أخطئ؟
1. أصبح ميّت روحياً في نظر الله.
2. اصبح خاضعاً للعذاب الجسماني، والمرض، والموت.
3. فقد براءته، وأصبح أثيماً مجرماً، هالكاً ساقطاً عدواً وغريبا. "فانفتحت أعينهما وعلما أنهما
عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر" (تكوين7:3). "وانتم إذ كنتم أموات بالذنوب والخطايا. التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية. الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مسيئات الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضا" (أفسس2:1-3).
4. وإن مات في خطيته، فمصيره الهلاك الأبدي.
كيف أثرت خطية آدم على أولاده؟
انتقلت طبيعته الخاطئة إلى جميع ذريته. "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع" (روميه 12:5). انظر أيضاً الأعداد13-19. "فإنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم. على أن الخطية لا تحسب إن لم يكن ناموس. لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي. ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة. لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح، قد ازدادت للكثيرين. وليس كما بواحد هكذا العطية. لان الحكم من واحد للدينونه. وأما الهبة فمن جرى خطايا كثيرة للتبرير. لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد، فبالأولى كثيراً الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح. فإذاً كما بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً".
هل يقصد أن جميعنا ولدنا خطاة في العالم بسبب خطية آدم؟
نعم، فآدم استطاع أن يخلّف نسلاً بنفس طبيعته الساقطة. نحن نحتاج أن نُعلِّم أولادنا الصواب، لكنهم يفعلون الخطأ بطبيعتهم بدون تعليم. "هاأنذا بالإثم صوِّرت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور5:51).
حسناً هل من العدل أن طبيعة آدم الخاطئة تنتقل إلينا فرضاً؟
اعتبر آدم ممثلاً عن الجنس البشري، وبما أننا جميعنا خُلقنا أحراراً، كنوّاب من ناحية خلقية، فقد سرنا على نفس نهج آدم نحو الخطية.
ألا يوجد بعض الصلاح في كل البشر؟
هذا يتوقف على ما إذا كنت تنظر من وجهة نظر الله أم الإنسان. الله لا يجد صلاحاً في الإنسان يؤهل له مكاناً في السماء، فبالنسبة إلى البر والكفاءة من أجل السماء يقول الله- لا أحد. الإنسان ساقط فاسد كلياً. "من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح ولإحباط وضربة طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُلي<ن بالزيت" (أشعياء6:1).
ماذا يعني التعبير "فاسد كلياً"؟
هذا يعني أن الخطيئة شوّهت كل جزء في كيان الإنسان، وأنه وإن كان لم يقترف كل أنواع الخطايا، فهو قابل لذلك. "القلب أخدَع من كل شيء وهو نجيس من يعرفهُ" (أرمياء9:17).
"كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله، الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد. حنجرتهم قبر مفتوح، بألسنتهم قد مكروا، سم الأصلال تحت شفاههم، وفمهم مملوء لعنة ومرارة، أرجلهم سريعة إلى سفك الدم، في طرقهم اغتصاب وسحق، وطريق السلام لم يعرفوه، ليس خوف الله قدام عيونهم" (رومية10:3-18).
"فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح، لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد" (رومية18:7).
أضف إلى ذلك، أن فساد الإنسان يعني أنه لا يستطيع إرضاء الله من جهة الخلاص. "فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" (رومية8:
.
لكن هل سيُذنِّب الله إنساناً لم يقترف الخطايا الكبرى مثل القتل، السكر، الفحشاء وأشباه هذه؟
لا ينظر الله إلى ما فعله الشخص فقط بل إلى ما هو الإنسان بحسب طبيعته. فالإنسان في حقيقته، هو أسوأ بكثير من كل ما فعل على الإطلاق. إن حياة بأفكار نجسة وكراهية نحو أي شخص آخر، ومجرّد نظرة شريرة، هذه أيضاً خطايا بشعة في نظر الله.
"قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، وأما أنا فأقول لكم إن من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (متى27:5-28).
"لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة، زنى فسق قتل سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل، جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان" (مرقس21:7-23).
"لأن اهتمام الجسد هو عداوة الله إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضا لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" (رومية7:8و
.
هذه التي تفصل الإنسان عن الله. "ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلِّص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (أشعياء1:59و2).
ولكن ألا يوجد خطاة أسوأ من خطاة؟
لا شك في ذلك، بيد أنه لا يحق لنا مقارنة ذواتنا مع الآخرين. فالذين يفعلون ذلك ليسوا حكماء. نحن لن ندان بحسب مقارنة مع الآخرين وإنما في نور قداسة وكمال الله. "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين، لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك، لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها ونحن نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه. أفتظن هذا أيها الإنسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه وأنت تفعلها أنك تنجوا من دينونة الله؟" (رومية1:2-3).
"لأننا لا نجترئ أن نعد أنفسنا بين قوم من الذين يمدحون أنفسهم ولا أن نقابل أنفسنا بهم، بل هم إذ يقيسون أنفسهم على أنفسهم ويقابلون أنفسهم بأنفسهم لا يفهمون" (2كورنتوس12:10).
هل سيتحمّل كل الخطاة نفس العقاب؟
كلا، مع أن جميع الذين يموتون في خطاياهم سيقضون الأبدية في جهنم، إلا أن هناك درجات في العقاب تتوقف على الفرص التي قدمت للإنسان لنوال الخلاص وعلى الخطايا التي اقترفها. "حينئذ ابتدأ يوبخ المدن التي صُنعت بها أكثر قواته لأنها لم تتب. ويل لك يا كورزين، ويل لك يا بيت صيدا، لأنه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما قي المسوح والرماد. ولكن أقول لكما أن صور وصيدا تكون لهما حالة أكثر احتمالا يوم الدين مما لكما. وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية، لأنه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت إلى اليوم" (متى20:11-24)
ماذا عن الوثني الذي لم يسمع البشارة؟
لقد أعلن الله ذاته للجنس البشري كله في الخليقة كما في
الضمير. فإذا عاش وثني بحسب ذلك الإعلان، يرسل الله إليه نورا اكثر لكي يستطيع أن يخلص. أما الوثني الذي رفض معرفة الله الحي الحقيقي وفضّل عبادة الأوثان من الخشب والحجر فلا عذر له. "لان أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر" (روميه20:1) فبدون المسيح فإن الوثني هالك، وهذا هو السبب في وجود مبشرين مسيحيين يحملون الإنجيل إلى كل مكان في العالم.
كيف تثبت لي أنني خاطئ ؟
هاك الدليل، إن أجبت بالنفي -لا- على أي سؤال من الأسئلة التالية، فأنك تثبت بنفسك انك خاطئ. فان كنت ما زلت بدون المسيح كمخلص ، فأنت هالك وبحاجة إلى الخلاص: هل تحب الله من كل قلبك، من كل نفسك ، من كل قوتك وفكرك ؟
هل تحب جارك، وقريبك كنفسك ؟
هل تحتمل أن يكتشف أصدقاؤك ما يدور في فكرك من أفكار وشهوات ؟
هل تميز حياتك القداسة في الظلمة كما في النور ، سراً كما جهراً ؟
هل حياتك طاهرة في السر لوحدك كما تكون في عشرة مع الآخرين ؟
هل حياتك نقيه في البيت كما في الخارج ؟
هل قمت بالصلاح الذي كان بإمكانك عمله ؟
هل تستطيع أن تقول بصدق : "أنا لم اذكر اسم الرب باطلا ولا مره في حياتي"؟
هل قضيت حياتك بدون كذبه واحدة حتى هذا اليوم ؟
هل أنت كامل ، تماما كالرب يسوع المسيح ؟