"أكرم أباك وأمك - هذه قصة ولد فقير مات أبوه وهو بعد صغير, وكافحت أمه في الحياة كفاحاً عنيفاً لكي تتمكن من تعليمه التعليم الكافي وبلأخص لكي تتمكن من ادخاله الكلية , ولما جاء اليوم النهائي _يوم حفلة التخرج_
كتب الى أمه يرجوها أن تحضر الاحتفال, ولكنها أجابته أنها لا تستطيع الحضور لأن ملابسها كانت قديمة جداً ولا تصلح للحفلات ولم يكن عندها مال لشراء ملابس جديدة, ولكن الولد ظل يلح ويتوسل حتى اضطرت الأم أن تقبل التماسه مراضاة لخاطره, وقد جاءت في أحسن ثياب عندها, وكانت بالحق قديمة وبالية. وكان الاحتفال في كنيسة غنية جداً, ولما وزعت الجوائز نال ابنها أعظم درجات الشرف. وكان الولد قد أخذها الى الكنيسة وأجلسها في مقعد مريح, ثم عاد هو الى مكانه مع رفقائه على المنبر. وبكت الأرملة عندما قام ابنها ليتقبل الجائزة التي كانت عبارة عن ميدالية ذهبية شبكها رئيس الكلية بدبوس في سترته, وأعلن سروره العظيم لتفوق ذلك الطالب الريفي الفقير في الدراسة وحالما انتهى الرئيس من كلامه سار الطالب ببطء ونزل درجات المنبر ووصل المقاعد الى حيث تجلس أمه وشبك المدالية على صدر فستان أمه الأسود الباهت, وامتلأت عيناه ايضاً بالدموع وهو ينحني ويقبل وجهها, وقد همس في أذنها قائلاً : هنا مكان الميدالية, ومن ثم عاد الى مكانه. وكان العمل الذي عمله الولد عظيماً , وقد سر الجميع سروراً كبيراً اذ رأوا ابناً يكرم أمه.
أنتم تعلمون أن احدى الوصايا تأمر باكرام الأب والأم, وليس هناك امتحان أدق لفحص خلق الابن أو البنت من تتبع سلوكه او سلوكها مع الوالدين. ومن أجمل ما نقرأه عن يسوع أنه نزل مع والديه من الناصرة وكان خاضعاً لهما _ ولست أندهش أنه وهو يتألم على الصليب نسى نفسه ووضع أمه تحت رعاية يوحنا تلميذه الحبيب