كثيرة هي القصص والأناشيد والأساطير التي تقال بمناسبة ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، كثيرة هي الهدايا التي تباع وتشترى من الناس وكاننا لم نراها من قبل، كثيرة هي الأموال التي تصرف بمناسبة كهذه، كثيرة هي الضجة التي تصدر في هذه المناسبة وكأننا لم نعش قبل امس وسوف لا نعيش بعد العيد، ونريد ان نستغل فرصتنا الأخيرة.
لكن دعنا نتفكر معا بما هو الميلاد حقا،
ان اعظم قصة قيلت وما زالت تقال، هي القصة التي لا تصبح عتيقة ولو بعد مرور الفي عام على سردها، هي قصة مجيء الله الينا متجسدا في شخص يسوع المسيح. هذا الطفل الذي ولد من عذراء، وفي افقر واصعب الظروف السياسية والمعيشية. ولد في مذود الغنم والبقر، لم يكن لديه ولا لدى امه ومربيه يوسف ما يصرفانه من المال لكي يولد طفلهم في مكان نظيف ودافئ. لقد اتانا الله باعظم الهدايا بارسال ابنه يسوع المسيح ليكون في بامكان كل الناس الأقتراب اليه، لقد ولد وعاش متواضعا وبلا غنى دنيوي، لم ياتي بقوة الملوك والجبابرة والسلاح، لكي يستطيع ان يملك على قلوبنا بالمحبة العميقة التي منحنا اياها من اجل ان نطمئن ونقترب اليه دون حواجز او صعوبات، لكي نبادله المحبة ونكون متواضعين مثله،
بالأضافة الى ما ذكر اعلاه لقد اتى لأسمى هدف وهو لكي يمنحنا الخلاص، لقد فعل ذلك بموته على الصليب بدلا عنك انت المذنب الخاطئ، لقد اخذ ذنبي وذنبك وتعهد ان يعطينا الغفران بلا مقابل ولا باي عمل، سوى القبول بما عمله هو. هذا ما يسميه الكتاب المقدس نعمة الله "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (افسس8:2-9)
هل عرض الله لك معقولا، وهل تقبله ان لم تفعل الى الآن؟ الآن وانت تقرا هذه الكلمات تستطيع عمل ذلك، اعترف له واطلب منه الغفران واعدا اياه بالطاعة والمحبة وان تكون سفيرا لرسالة محبته لبني البشر.
انه يدعوك لتصبح واحد من عائلة الله العظيمة الرائعة،
ندعوك ان تتجاوب لدعوة الله بارسال ابنه مولود بيت لحم الذي اصبح مخلص جميع الناس. عندها تستطيع ان تتمتع باحلى عيد وباعظم هدية، يسوع المسيح.